التعصب في الرأي

التعصب في الرأي وعدم قبول الآخرين

  • التعصب في الرأي وعدم قبول الآخرين

افاق قبل 6 سنة

التعصب في الرأي وعدم قبول الآخرين

 

يحُكى أن عاملاً كان يبني له منزلاً , فبينما هو مشغول في عمله , مر من جانبه رجل ولديه بعض العلم في موضوع البناء , فشاهد الرجل طريقة البناء معوجة قليلاً ولديها اثار سلبية على المبنى بأكمله , فتقدم لصاحب المنزل , وبدأ في النقاش معه في الآثار السلبية جراء هذا البناء وأعطاه معلومات كافية , وطال النقاش دون فائدة فصاحب  المنزل مُتعلق برأيه ومُتعصب , ولا يرى أن الرأي الأخر مُقنعًا له , بل أنه مُقتنع برأيه ,, وظل الرجال يحاور صاحب المبنى حتى يوضح له حقيقة البناء , ومازال صاحب المنزل مُتمسك برأيه , ويقول في نفسه "من أنت حتى تعلمني طريقة البناء فلدي باع طويل في البناء" ,,, مرت الأيام ثم مرت الشهور ,, فوقع المنزل فوق صاحبه ,, إنتهت القصة ... القصة من واقع الخيال وليست حقيقية ..

خُلاصة المقال

لا تكن مُتعصباً لرأيك دون أن تبحث بآراء الآخرين

لابد أن تكون لديك حجة قوية وبينه حتى تستطيع أن تُدافع عن رأيك

كُن مُستمع ومحاور جيد وحاول فهم آراء الآخرين

لا تتسرع في طرح رأيك دون أن يكون لديك إلمام بما تطرح من آراء

====================================

 

هناك معضلة حقيقة في التمسك بالآراء وما يزداد سوءًا هو عدم التحري والبحث حول كلام المحاور الآخر , بل أنه التعصب والتمسك بالرأي وحتى لو كان خاطئ

لآن التعصب والتمسك بالرأي هي مشكلة نفسيه يجبُ أن تُعالج وإلا لوضعت صاحبها في حرج و موقف لا يُحسد عليه ,,,

 

فأن كُنت تحاور شخصًا في أمر ما .. فلا ضير أن تبحث في رأيه وتُحلل وتستنتج , وتُناقش هذا الرأي أهو قابل للصحة أو للخطأ ... فأن اكتشفت أنك وقعت بالخطأ فبادر بالاعتذار فلا عيب أن يعتذر المُخطئ ولا ينقص من مقدراه شيء بل على العكس قد يرتفع مقداره أكثر وأكثر

كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطاءين التوابونَ

الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 6292

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

التعصب للرأي ينتج عنه التشنجات والانفعالات التي قد تنتج عنها أمور لا يحمد عقباها فالإنسان في غنى عنها , فأن كان رأيك خاطئًا فخذ الرأي الصحيح , وإن كان رأيك صحيح , فبين للناس بالأسلوب الحسن وقوة الحجة بصحة رأيك ,,,

 

البعض قد يكون لديه رأي ولكن رأيه ينقصه الحجة والاستدلال والنقص وعدم شرح المطلوب وتوضيح رأيه وهذا ما يجعل رأيه ضعيف مقابل اراء اقوى منه بكثير واصح من ناحية التوازن , وتجده ينافح ويزبد ويرعد دفاعًا عن رأيه وكأن في الأمر حياته أو موته , بل أن تجد لدى البعض المُكابرة في الرد والنقاش والجدل في إثبات رأيه الغير صحيح بالأساس , فأن كُنت في البداية لا تمتلك الأدلة الواضحة الجلية , ولا الحجة القوية التي تدعم بها رأيك أو نُقصان رأيك فعلاما تُكابر في الدفاع عن رأيك دون النظر بآراء الآخرين ودراستها بعناية ..

 

أن التسرع في طرح رأيك دون دراسة جيدة سيوقعك في إشكالات كثيرة وتناقضات أنت في غنى عنها , ففي بعض البشر في طباعهم هو اقتناعه في رأيه ولا يهمه اراء الآخرين وحتى لو كان رأيه خاطئاً فهو مُقتنع فيه وبصحته أي أنه يوهم نفسه في داخله أن رأيه صحيح وهو عكس ذلك تمامًا ويقحم نفسه في نقاشات ويحرج نفسه أمام الآخرين ..

 

اختلاف الآراء بين البشر أمر وارد وطبيعي , ولا شك في ذلك هي طبيعة البشر أن يكون هناك اختلاف وتصالح بين الآخرين , ولكن الغير طبيعي والذي يحتاج نصح وإرشاد وقد يحتاج إلى علاج نفسي هو التمسك بالرأي بعصبية شديدة والدفاع المُستميت ولا يقتنع بآراء الآخرين ورأيه بالأساس خاطئ

نعم هناك من لا يقتنع بآراء الآخرين ولكنه يفتح المجال لهم ولسماع قولهم ولكنه يعترف لنفسه أن رأيه خاطئ , ولكنه مع مرور الوقت يكتشف ويبدل ويغير , وإن أكتشف في ذات النقاش أن رأيه خطأ تجده يعترف لا مُشكلة ,,, وقد لا يرى أن أراء الآخرين صائبة ولكنه يبحث ويرى

 

يجبُ أن نعلم جميعًا ونعي ذلك جيدًا إذا أردت لرأيك القوة فعليك بالاجتهاد والبحث عن الدليل الداعم لرأيك وتقبل اراء الآخرين وناقشهم في أرائهم أن كانت لديك الأدلة الواضحة , إما أن تطرح اراء دون دليل ولا حجة ولا منطق ولا رؤية ولا أي شيء وتتعصب لرأيك فهي مُصيبة ...

فإن أردت قوة الحجة فعليك بما يلي :

إبحث جيداً بالأدلة التي تُساند رأيك

كُن حيادياً دون تعصب لرأيك وأوزن رأيك بالميزان

تأمل رأي غيرك وأدرسه جيداً ولا تُفكر أنه خاطئ في البداية وإنما أجعل له نصيب من الصحة

 

فند رأي غيرك بكُل موضوعية , وحدد نقاط الاختلاف , وناقش في تلك النقاط

كُن صبورًا وهادئ جدًا لا تغضب ولا تتسرع في طرح رأيك

الباحث عن الحق يلزم عليه أن يكون ذو وعي وفهم لما يطرح سواء رأي أو فكرة , وعليه أن يبحث في ذلك الرأي قبل طرحه وأن يكون جاهزًا بأدلته التي تدعم رأيه , اذا كُنت لا تمتلك الأدلة ولا التوضيحات ولا قوة الحجة اذا لا تنتظر من أحد أن يعتمد رأيك او حتى يستمر بالنقاش معك حول رأيك

قال الإمام الشافعي رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"

الإنسان يرى أن رأيه صواب وهذا لا إشكال فيه إن كان يعتقد أنه قابل للخطأ , ورأي الغير خاطئ من وجهة نظري وهذا لا إشكال فيه إن وضعت الاحتمال أنه صحيح

 

المُشكلة الثانية :

المُداخلات من البعض في سير النقاش . عندما يكون صاحب الرأي ضعيف الحجة لا يملك دليل تجد أن العواطف تزداد ويتم الدفاع عن صاحب الرأي الضعيف لا لآجل صحة رأيه وإنما هي العاطفة التي تنبع عن فطرة الإنسان السليمة ... وهذا التصرف خاطئ في كثير من الحالات , لأنه يجعل المُخطئ أو صاحب الرأي الضعيف المُتمسك برأيه بعصبية يستمر في عصبيته دون أن يعترف بخطاه او خطأ رأيه

 

 

إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان

 

: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ

 

 

التعليقات على خبر: التعصب في الرأي وعدم قبول الآخرين

حمل التطبيق الأن